-A +A
هاشم الجحدلـــي
يبدو الحديث عن علاقتي بالسينما في مجتمع كمجتمعنا نوعا من الفنتازيا الحكائية، لأنك عندما تتحدث عن السينما في بلد لا توجد به صناعة سينما بل ولا دور عرض سينما، فأنت تتحدث للفراغ عن الفراغ.
ولكن لحسن الحظ استطاع الفيديو وبعد ذلك السي دي وأخيرا الدي في دي كسر هذا الحاجز ولو قليلا.

وجاءت المواقع التي تبث الأفلام مباشرة لتجعلنا في قلب العالم مباشرة وكأننا في حضرة هوليود.
وعودة بالذاكرة إلى الوراء أستطيع أن أقول إن الأفلام المصرية التي تعرض في حفلات الزواجات كانت بوابتي الأولى على شيء اسمه سينما.. كان ذلك في قرية اسمها في ثول.
في جدة كان الوضع مختلفا وإن كانت بداية غائمة كثيرا لأنها منقطعة ولا تحمل مرجعية والمشاهدة مرتبطة بصرخات الإعجاب بإغراء الممثلات وبطولات فريد شوقي وشيطانية محمود المليجي وعنفوان شكري سرحان.
أما أول صدمة مع السينما العالمية فكانت في المرحلة المتوسطة مع أشهر فيلمين في ذلك الوقت وهما الفك المفترس والبحيرة الزرقاء ولا أدري كيف تسللت بروك شيلدز لتصل إلى مخابئ طفولتنا.
كان بلو لاقون أكبر من الوصف والغريب أنه حضر بعد ذلك مكانا ترفيهيا على كورنيش جدة.
ثم انفرط العقد وتوالت الأفلام وخاصة مع وصول بث التلفزيون المصري ومتابعة برنامج نادي السينما الذي يعده يوسف شريف رزق الله وتقدمه درية شرف الدين ويبث كل ليلة سبت حيث صارت معرفتنا بالسينما العالمية وبالذات الأمريكية والإيطالية والفرنسية أكثر التصاقا من خلال ما يقال من مناقشات حول الأفلام المعروضة ولا زلت أذكر منها فيلم جمعية الشعراء الموتى.
ثم غرقنا تماما في عالم السينما وكانت أفلام الإيطالي سرجيو ليوني التي قام ببطولتها كلينت إيستوود وأبرزها من أجل حفنة دولارات والطيب والشرس والقبيح تحتل قمة اهتماماتنا ثم تجيء مرحلة سليفستر ستالون وروكي ورامبو وكذلك بطولات جون واين والغرب الأمريكي ومسلسلات مثل أبطال فرجينيا.
المرحلة التالية صارت ترتبط بوسائط أكثر وكان توم هانكس وميريل ستريب وال باتشينو وجودي فوستر أبطالي المفضلين.
أما الأفلام التي سكنت القلب فلا تحصى منها زوربا وبابليون والطيران فوق عش الوقواق والعراب وبالذات جزؤه الأول والرقص مع الذئاب ورجل المطر ولا أحد ينام في سياتل وعطر امرأة وفروست قامب وبابل وانتو ذا ويلد وصمت الحملان والفيلم الإيطالي البديع the best of youth، والفيلم البرازيلي الساحر رسائل الرمال وأفلام أخرى كثيرة لا مجال لذكرها الآن.
بعد هذا أقول كم أنت رائعة أيتها السينما، يا ليتك كنت لدينا لتحمينا من الجفاف.